أخي الحبيب يحيى الصوفي
صباح الخير
اسمح لي يا أخي أولا أن أقول : بأنك إنسان عظيم وربي , ولا أقول هذا مجاملة
، بل حقيقة ، وسأذكر لك لماذا لاحقا .
ثانيا أود أن أعقب على بعض التصحيحات للأخ خالد ، لا من باب المشاكسة أو
المناكفة ، بل من باب الفائدة التي أحس أني مؤتمن على إبدائها ، بصفتي
الإنسانية أولا وكمشرف لغوي ثانيا،
أنت تعرف يا أخي خالد أن اللغة العربية بحر واسع ، وأحيانا تجوز في الكلمة
ما لا نتصوره من الإعراب ، فمثلا وأنت سيد العارفين : سورة الفاتحة ، يجوز
أن تقرأ " الحمد لله رب ِ العالمين ، وربَ العالمين ، ورب ُ العالمين ، وكل
هذه القراءات بواسطة كلمة هي ( بتقدير ) فالأولى بتقدير قولك ، أن لفظ
الجلالة ( رب ) بدل من ( لله ) فتجر ، والثانية ، على تقدير كلمة ( أقصد أو
أعني رب العالمين ، والثالثة على تقدير كلمة ( هو رب العالمين ) من هذا
يتضح أنني في جملة :
اسم... ابتسامة...
صوت حنون.
يداعب في سكون الليل
أحلاما سويا بنيناها
على تقدير ( أنت هناك اسم ) أو أنت اسم
وهكذا أيضا : لا ظلم ولا جور. على تقدير الإبتداء بقولك : لا ظلم َ ولا جور
يخيفنا ، ويتبين ذلك في قول الرب : كلا لاوزر َ، وقال المفسرون هنا بأن
الوزر هنا بمعنى الجبل أو الحصن ،فيصبح المعنى : لاوزر من الله ، أي يمنع
من الله .
أقول هذا الكلام ، وأخص الشعر ، وبالأخص أيضا الشعر الحديث أخي خالد ، وأنت
تعرف أنه ليس كالشعر التقليدي الذي يلتزم بالوقفات ، بينما الشعر الحديث لا
يلتزم بذلك ، فتستطيع أن تبدأ من حيث يريد الشاعر ، وتكون هذه التي نعدها
أخطاء بالعكس من ذلك ، بل أعتبرها دليلا على إرادة الشاعر شيئا آخر مبنيا
على هذه القواعد أساسا ، فعلى سبيل المثال ، قد افهم من الجملة التالية :
" تمرح في فيئها ظلال أفئدتنا
لا تخشى من الأيام
لا ظلم ولا جور "
قد نفهم أن الشاعر يريد الوقوف على هذه الكلمة ( لا جور ) ولكنه يقول لنا
كلا ، فلو أردت الوقوف عليها لقلت : لا ظلما ولا جورا ، ولكني أردت الوقوف
على كلمة ( لا تخشى من الأيام ) ثم أكمل ( لا ظلم ولا جور يخيفنا أو يمنعنا
أو أو أو , لذلك أخي خالد تلاحظ أن الشاعر أعطي مساحة من الحرية في البيان
عن طريق اللغة والنحو ، ( ولكي لا يفهم كلامي خطأ ، أخص ذلك بالشعر ، لأنه
يختلف في سرد الخيال ، فهو كالحلم ينقلك من مكان إلى مكان غير معترف
بالمسافو والزمان والمكان )
أيضا أختلف معك أخي خالد في قولك : فلا أدري لم تزعج نفسك بمثل هذه
المسجوعات الركيكة ؟! فعلاوة على ما ذكره الأخ يحيى أقول : بأنه لا ضير من
أن يعبر المرء عن عواطفه بأية صورة كانت
وقد يملك الإنسان موهب وقدرات تجعله أقدر من غيره على اللحاق بما فاته
وتجعله يبدع بين عشية وضحاها ، ( وهنا أذكرك أخي يحيى بما ذكرته لك سابقا
من أنك إنسان عظيم لأن من يتقبل نقدنا هذا بهذه الأريحية والشجاعة لجدير
بأن يحقق ما يصبو إليه ، وطالما هذا هو ديدنك وما تؤمن به حقيقة لا مجاملة
فأنا مستعد بالمراهنة على أنك ستحقق ما تتمناه ،
ختاما : شكرا لك أخي الجميل خالد على هذا التصحيح لللأخطاء التي فاتتني ،
وكم أنا سعيد بوجودك ، لأنك سند وعون لي في كل ما يشكل علي ، لذا فأنا أشعر
باطمئنان كبير بوجودك ، وكل الحب لك أيها الشاعر الصادق في شعره ومشاعره .
وشكرا لك أخي يحيى على هذا التقبل الجميل ، بل والرائع والنادر ودمت بخير . |