رد: يحيى الصوفي (أديب ومحرر صحفي) منتدى المترجمين العرب 30/01/07, 12
:40 12:40:39 PM
حول قصيدة: لم أجد في الكون
امرأة لأكرهها
أخي الأستاذ عامر العظم تحية طيبة وبعد
اشكر مرورك ودعابتك... والموضوع (وهذا لا بد توافقني عليه) يتعلق بكل بساطة
بما ربتنا عليه أمهاتنا... فإذا ما كنا نحب المرأة ونحترمها ونسامحها على
أخطائها فبفضل أمهاتنا بلا شك... فالأم تعكس دائما صورة الأنثى الوديعة
التي لا تتوانى عن التضحية من اجل راحتنا وسعادتنا... ولهذا فلقد لقنتنا أن
تكون المرأة في حياتنا إحدى ثلاثة: الأم والأخت والزوجة فكل امرأة طيبة
تحرص على مستقبلنا وتخاف علينا وتكون حاضرة معنا لحظات الشدة والمرض والعوز
وتخلص لحبنا وصداقتنا هي واحدة منهن... بعدها تستطيع أن تقيس على كل ما
تتعرف عليه وتلتقي به في الحياة.
وبما أن لكل قاعدة شواذها يبقى تقيمنا لأي أذى قد يصيبنا منها (لأي سبب
كان) متعلق بنظرتنا وفهمنا لها ولطبيعتها وأعذارها.
وبعد كل هذا لا بد لنا أن نرتاح -من خلال هذه القصائد البسيطة- بعيدا عن
هموم ومشاغل الحياة لنطارد أحلام الطفولة البريئة حتى لا تشيخ مشاعرنا ولا
ينطفئ الحب من قلوبنا ونتحول إلى رقم من مليارات البشر التي تتنفس وتأكل
وتنام وهو جل ما ترجوه في صراعها من اجل البقاء!؟.
==================
الأخت الأديبة صبيحة شبر اسعد الله صباحاتك الطيبة وبعد.
وهو كما قلت فالحب اتجاه المرأة يبدأ منذ الانطباع الأول عنها...
وهذا الانطباع ينقله الينا تصرفاتها... وبما ان الأم هي المدرسة الاولى
التي يتلقى منها الطفل دروسه الاولى في الحياة فيبقى اثرها كبيرا جدا عليه.
افضل تحياتي
===================
الأخت الأديبة زاهية بنت البحر تحية طيبة وصباح الخير.
والصمت هو ما ينجم عن الحياء في التعبير عن المشاعر... فلقد تربينا
على اعتبار الاعتراف بالحب اتجاه الاخر شيء حرام وممنوع... انني اشفق على
هذا المعنى النبيل (الحب) على الظلم والاضطهاد الذي تعرض له تحت شتى انواع
الاعذار!؟.
ولان الطرف الآخر (المرأة) قد توحي من خلال تصرفاتها بانها غير مهتمة
او مبالية بمبادرة الحبيب وقد تسبب له الالم وتثير الشكوك... فلقد كان لا
بد من الذهاب الى منابع الحب حتى يتعلم من هناك اصول الحب والعشق الحقيقي
الذي لا يتأثر بالكره ولا حتى مجرد الاحساس به.
لان المحب الصادق بحبه لا يشك ولا يؤذي ابدا.
افضل تحياتي
=========
أخي الأستاذ قحطان فؤاد الخطيب طابت أيامك وأزهرت صباحاتك بكل خير
وبعد.
وهي الحقيقة...
لم أجد في الكون امرأة لأكرهها...
رغم ما قد يكون قد أصابني منها من ظلم وإهمال...
لم أجد امرأة من حبها اخجل...
لأنني إن فعلت!... فسأكون الخاسر الوحيد من ذلك حسب رأيي!.
عابرة سبيل كانت...
أو من أهل البيت...
أو في المهجر.
لكل واحدة منهن عذر... واكبر الأعذار وأخطرها هو خجلنا من أن نبيح
للطرف الآخر عما يجوش في قلوبنا من مشاعر... تصور لو كان أي منا قادر على
قول: (احبك بصدق) لوالدته شاكرا لها عنايتها به...
أو (احبك من كل قلبي) لأخته التي تهتم بمشاعره وتتستر على هفواته
وتكون المعين له في قضاء بعض حاجياته المالية..
أو (احبك بإخلاص وبكل ما أملك من مشاعر) لزوجته التي تشاركه حياته
آماله وطموحاته ونجاحاته...
تصور يا عزيزي كم سيكون العالم جميلا... وكم ستكون المرأة بعدها
رائعة مطيعة ومخلصة...
أما أن نترك هذه العبارات الجميلة لاستمالة القلوب من خارج نطاق
حياتنا الشرعية ونهمل من كان سبب في ازدهار ونمو وتطور ذات المشاعر... فانا
اعتبره ظلم في حقها.
لان المرأة في نظري لا يمكن أن تكون (وهذا رأي شخصي بحت) إلا احد
اثنتين إما عفيفة (مخلصة وفية لمشاعرها وعائلتها) أو ساقطة (لا تعطي لأي من
القيم الأخلاقية والاجتماعية أو الدينية أي أهمية)!!!؟؟؟.
فمن ينطوي تحت الصفة الأولى فكل العثرات والأخطاء لها سبب وحل... لان
غالبيتها (وهذا من الصعب إدراكه بسبب ثقافتنا الشرقية وفهمنا الخاطئ للحب)
هو الرجل الذي يضحي -في بعض الأحيان- بمشاعره وبعلاقته الأسرية والاجتماعية
في سبيل البحث عن متعته الجنسية والخلط بينهما (وهو ما ينطبق على المرأة
فتصبح الصورة معكوسة)
وأخيرا يا عزيزي فأنا لا احتاج لان أرسل إشارات لأوضح فكرتي.
فكل منا يفهمها بما يفتقده ويحتاجه.
وأنا أول الفاقدين وأول المحتاجين... لكي استنطق مشاعري واعبر عنها
دون رادع أو خجل حتى أصل إلى الجواب الحقيقي لتلك العقدة التي تحيل بيننا
وبين سعادتنا مع نصفنا الآخر.
أطلت عليك وتفذلكت فاعذرني.
================
الأخت الأديبة بنت الشهباء تحية طيبة ومساء الخير
أما عن الذكريات -إذا ما احتفظنا بصورة نقية عنها- فهي الاحتياط
اللازم من مضاداتنا الحيوية ضد اللحظات الصعبة التي تواجهنا... حتى لا نفقد
الأمل -خاصة إذا ما تعرضنا للأذى ممن نحب-...ونفقد معها الثقة... وربما
الحب وهو ثروة الإنسان الحقيقية ليبقى سعيدا.
دمت بخير
============
أخي وأستاذي الكريم قحطان فؤاد الخطيب تحية طيبة ويسعد مساك وأيامك
الطيبة بأجمل الأماني وبعد.
أنا أشكرك مشاعرك الطيبة وتفاعلك المؤثر والدافئ مع النص... وإذا قلت
لك بأنني تعلمت الحب من والدي فلن أبالغ... وبالرغم من إنني الرقم الثاني
عشر في العائلة وقشاش البطون كما يقولون (آخر العنقود) فلا أظن بأنني قد
أضعت ولا لحظة واحدة أثيرة ومميزة من حياتهما... بل على العكس كنت محط
اهتمام أخوتي أيضا بالأخص البنات حيث قاربت أعمار أولاد بعضهن... فربينا
كذلك كأخوة.
والغريب في الموضوع بأنني كنت أفاجأ بعلاقة الحب القوية والمتينة
التي كانت تربط والدي حتى أخر لحظة من حياة كل منهما... ويبدو يا عزيزي بان
رفقة الوالدين وهما كبيري السن هي منحة ونعمة من الله من بها علي عن غير
أخوتي مما أتاح لي معاينة هذه العلاقة عن قرب... وهذا كان كنزي الأول
الثمين الذي منحنى هذا القدر الكبير من العاطفة والحب اتجاه الآخرين.
ومقارنة مع ما اسمعه واراه اليوم من اهتزاز وسطحية في علاقة الأزواج
أجد بان أبائنا كانوا أكثر تحضرا وعقلانية وانفتاحا منا في هذا العصر.
فانا إذا ما نحيت نحو المقارنة استغرب من والدي (على سبيل المثال)
تسامحه وتشجيعه لوالدتي على الانشغال خارج المنزل في جولات لإعطاء الدروس
لمحو الأمية (حيث كنت أرافقها) وفي بعضها غيابها ليوم كامل بالأرياف لتتبع
أعمال الأشغال اليدوية التي تشرف عليها (وهي متطوعة في ذلك) ولم اسمع أو
أرى من والدي أي امتعاض أو احتجاج أو غيرة.... بالرغم من أننا عائلة كبيرة
جدا... وإذا ما تذكرت الآن هذه الهمة العالية في متابعة وتربية كل واحد منا
دون كلل أو ملل وإشرافها على متابعة تعليمنا وملاحقة مشاكلنا مع مدرسينا
وأصدقائنا ...الخ وكانت القاعدة لديها أن نكون جميعا في فراشنا قبل وصول
والدنا المنزل لتتزين وتهتم به وبعشائه (ولتأخذ نصيبها من حوار تبادل وحفظ
الأشعار حتى طلوع الفجر) وفي بعض الأحيان بضيوفه دون أن تتذمر ودون أن
تشتكي ودون أن تجد عذرا واحدا للتقاعس.
ولا اعرف كيف كانت تجد الوقت الكافي لتصطحبنا إلى دور السينما (لم
يكن التلفزيون قد شاهد النور بعد) وحضور الندوات والمحاضرات التي كان
ينظمها الاتحاد النسائي... ومتابعة نشاطاته (جمع التبرعات لحرب الجزائر
وفلسطين) وتساهم في مراجعة دروسنا وتحفيظنا القران (وهي إحدى حفاظه)
ولم اعرف والدتي أو أشاهدها في حياتي إلا وهي أنيقة وبكامل زينتها
منذ طلوع الفجر وكأنها على موعد لاستقبال ضيوف مميزين على مائدة الإفطار...
نعم نحن كنا الضيوف المميزين الذي كانت تحتفي بهم في كل صباح وبإطلالة
مشرقة وابتسامة لم تغادر ثغرها يوما.
وإذا كان من اسم يمكن أن نطلقه على هذه الطاقة الجبارة والمميزة التي
كانت تتحلى بها وعن هذا الدافع الصامت الذي يجعلها دائما في حالة استعداد
لتقديم العون للغير فانه بكل تأكيد هو الحب ولا شيء غير الحب.
وأنا إذا أحببت –ربما- أن اسرد بعضا من حياتي الخاصة عن المرأة التي
عرفتها فلأنني أحببت أن أحي ذكراها الطاهر (رحمها الله) ذكرى امرأة لا يمكن
أن تسمى بغير هذا الاسم (المرأة)... وإلقاء نظرة بسيطة عما يمكن أن تسمى
المرأة اليوم... وأتساءل كم امرأة في هذا الكون تشبه أمي؟؟؟.
ولعرفنا بعدها المعنى الحقيقي للمرأة والأم والحبيبة التي اشغل نفسي
بمطاردتها والاهتمام بها دون خجل أو كلل أو ملل ولهذا ابتكرت شعاري (بأنني
لا استحي أبدا من أن يكون وراء عزيمتي امرأة ووراء كل نجاح لي قصة حب)
ويبدوا بأنني يجب أن أعيش بحالة حب دائمة اتجاهها حتى استطيع أن أبدع
واستمر في الحياة سعيدا.
أتركك بخير واعذر إطالتي وأشكرك لأنك أتحت لي أن احي ذكرى طيبة
وغالية على نفسي دون مناسبة.
يحيى الصوفي جنيف 01/02/2007 |