يحيى الصوفي: أديب ومحرر
صحفي أضيفت في 20/05/2007
الأخت الصديقة شهرزاد تحية
طيبة ومساء الخير
أنا اشكر لك متابعتك لهذه
الخواطر (الحكايات) وتعقيبك عليها
وفي الحقيقة أنا سألت نفسي عن
سبب خوضي في الكتابة عن المرأة التي دخلت حياتي وخرجت منها بعد أن تركت
أثرا فيها... واعرف حجم التحفظ الذي تلقاه هذه الخواطر عند البعض... ومع
ذلك لم أتوانى عن المتابعة!؟.
ذلك لأني على يقين بأنني امثل
الغالبية الصامتة التي تجد بعضا من وجدانها وحياتها فيها.
وان يكون ما قد واجهته
والتقيت به في حياتي منذ أن كنت يافعا ما هو إلا انعكاس للبيئة والتربية
التي تلقيتها وعشت فيها.
رحم الله والدتي لأنها ربتني
كبقية أخوتي وزرعت في نفسي إعجابا وحبا واحتراما اتجاه المرأة لدرجة أنني
لم أجد امرأة -مهما كانت سيئة- لأكرهها... فهي تمثل الصورة العفيفة الطاهرة
لوالدتي التي ربتني على التسامح والحب وإعطاء الأعذار.
وان كانت من مشكلة قد
اعترضتني في التفاهم معها (أي المرأة) فلحرصي آلا اسبب أي مضايقة أو أسى
لها مهما كان بسيطا.
هي حال الكاتب والشاعر
والفنان الذي لا يجد من وسيلة للتعبير عن امتعاضه أو غضبه... حزنه أو فرحه
إلا من خلال الكلمات.
يراجع بها نفسه ...
يحاسبها... يهذبها... وفي أحيان كثيرة يجد بها عزاءه... فلا يحتاج بعدها
لان يبحث عن علاج لألمه بعيدا عن قلمه... وهي حال الفنان من خلال ريشته
والموسيقار من خلال ألحانه... وهكذا أيضا تلد الحضارة وتنتشر الثقافة
وتتأسس مدارس الحكمة والوعي وتصقل تجارب الشعوب.
هي الحياة التي تعلمنا... تلك
المدرسة التي لا تهب للدارسين فيها أي درجة علمية أو شهادة مهما طال وقت
مكوثنا فيها.
وقد نكتب مئات الأسطر (ننقب
في الذاكرة) قبل أن نجد ما نبحث عنه من جواب لسؤال أو معضلة تلاحقنا منذ
سنوات دون أن نعرف السبب.
أفضل تحياتي
جنيف في 20/05/2007
الأخت الصديقة لينا الغديري
تحية طيبة ومساء الخير.
أبشع ما يمكن أن يواجهه
الإنسان في حياته هو الاختيار بين متطلبات مستقبله ونجاحه وبين رغبات قلبه!.
أن يكون بمسافة ليست بعيدة من
السعادة والحب والنعيم وهو في قمة انشغاله في ترتيب شؤون نجاحه...
وبأن لا يكون قادرا على جمع
الأمرين معا!؟.
وهو أمر ينطبق على الطرفين في
معركة الحياة التي لا تترك للمتقاعس مكانا أو وجودا.
وعندما يستقر الإنسان ويبدأ
بالبحث عن نصفه الآخر.... يكون هذا النصف الضائع صعب المنال!؟.
دائما يأتي الحب في الوقت
والمكان الغير مناسبين لنا... ودائما تتزاحم شؤون القلب، مع الخوف على
المستقبل والنجاح في الحياة.
وأصعب كل شيء يمكن أن يواجهه
الإنسان هو معرفته بأنه قادر على العثور عما يبحث عنه ببعض الصبر... ولكن
عندما يفقد الصبر معناه... وتتحول الحياة إلى روتين بغيض.
دمت بخير.
جنيف في 22/05/2007
الأخت الصديقة إيمان الكوز
تحية طيبة ومساء الخير.
الرجل كالمرأة كائن ضعيف أمام
مشاعره.
وروعة هذا الخلق وهذا الوجود
انه منح للإنسان نعمة الحب... هذه النعمة التي منحت له وحده عن غير سائر
المخلوقات...
واستغرب أن تكون هذه المشاعر
النبيلة عرضة للاضطهاد... متخفية دائما خلف أثواب كثيرة مختلفة الألوان
والأشكال... وان يكون بعضنا ضعيفا حتى في الاعتراف بها!؟.
وأجمل ما فيها هو أن يكون
الطرف القوي فيها (الرجل) هو الأكثر تعرضا للعطب والأذى بالرغم مما يظهره
من خشونة وصرامة!.
يكفي المرأة الحذقة بعض
الكلمات الجميلة حتى تستميله وتسيطر عليه دون عناء... هكذا كانت تفعل
والدتي... وهكذا فعلت حواء من قبل... وهكذا تفعل كل امرأة محبة ترغب في أن
تعيش حياتها بسعادة وهناء... أن تشغل جهاز الطاعة لدى حبيبها بكبسة زر...
أن تشعره بأهميته... بحبها... بغبطتها معه... ووجوده قربها.
والأجمل هو أن يعترف كل منهما
بأن الزمن... هذا -العدو البغيض الصامت- لن يرحمهما ولن يعوضهما أي لحظة
ضائعة من السعادة خلف مجادلات عقيمة لا تفيد.
هذا طبعا إذا وجد الحب.
دمت بخير.
جنيف في 22/05/2007
الأخت الصديقة شهرزاد تحية
طيبة وصباح الخير.
أنا اتفق معك تماما فيما قلته
عن الخذلان... اجل لقد خذلتها... وقبلها خذلت نفسي وعاقبتها لأنني لم أقوى
على الاحتفاظ بالحب الذي وهبه الله لي.
ولهذا اعترفت بخطأي
(والاعتراف بالخطأ فضيلة).
وخلف هذه الحكاية كبقية كل
الحكايات التي اسردها وعلى غير ما قد يعتقد البعض (بأنني اسرد مغامراتي
العاطفية) هي درس بليغ عما يمكن أن تخبئه الوجوه الوديعة الطيبة والأجساد
الممشوقة خلفها من تشوه... وذلك لأن الإنسان قد يحسد البعض على حصولهم على
امرأة جميلة أو رجل وسيم في الوقت الذي يخفي كل منهما تشوها ما!؟... يمكن
تشوها جسديا (منذ الولادة أو الحوادث) أو نفسيا (تتعلق بالمزاج والشخصية)
أو روحيا (اختلاف حول القيم، الدين، العادات والتقاليد) أو عاطفيا (الحب من
طرف واحد، عدم وجود الحب من أي طرف) أو جنسيا (العقم، برود جنسي)... وبأن البعض قد
يعيش مع عاهته العمر كله وهو يتألم وعلى صراع معها!؟.
البعض يستطيع أن يتعايش مع
تلك العاهة... لأنه قدر لا مفر منه... البعض الأخر قد يهرب حتى من مجرد
التفكير بها... وهناك آخرون (مثلي) لا يقوى على تحمل الألم... لا يقوى على
تحمل مشاهدة عذاب الآخرين... دون أن يفعل شيئا!؟.
هذه صورة بسيطة عن معاناة
الإنسان قليل الخبرة صغير السن بعيدا عن مصادر دعمه المعنوي (أهله) وفي
الغربة أمام مواقف قد تكون مصيرية في رسم مستقبله!؟.
ربما هو السعي إلى الكمال...
تلك الرغبة التي تسيطر على الإنسان في الحب والعمل... في الحياة!؟... (كما
لمسته في بعض أعمالك الرائعة والتي لم يتسنى لي التعليق عليها) البحث عن
الكمال في كل شيء في الحب... الجمال... العمل... العائلة والأصدقاء والنجاح
في الحياة... البحث عن المدينة الفاضلة... عن الجنة!؟.
وأنا أرى بأن كل هذه الرغبات ليست
أكثر من أوهام يعيشها بعضنا ليرضي غروره لا أكثر!؟.
لان السعادة مسألة نسبية...
والسعادة الحقيقية والكمال الحقيقي لا وجود لهما -على الأرض- على
الإطلاق... وإلا لفقدت كل القيم والديانات معانيها ووجودها... ولتوقف
الإنسان عن سعيه لعمل الخير... لأن مكافئته الوحيدة عليه... لنيل السعادة
الأبدية... الجنة... هو خوض تجربته في الحياة والقيام به.
اعذري فذلكتي وإسهابي.. فهو
مرض لدي... آلا أحيط التعقيب على أي عمل بالاهتمام المطلوب... لأنه الوجه
الخفي للكاتب فيما يفكر به ويحب أن يقوله.
أفضل تحياتي.
جنيف في 26/05/2007
أن اكبر النعم التي منّ الله
بها على الإنسان هو النسيان...
ولهذا يستطيع أي كان من
تجاوز المحن والماسي والأحزان ليبدأ حياته من جديد...
وأتصور بأن هذه النعمة
وهبت له لكي تعطي
لأي مشوار جديد في الحياة
طعمه الخاص ونكهته المميزة وشكله الواقعي الجديد.
وهذا ما ينطبق على لحظات
السعادة والحب... حيث لا يحتفظ الإنسان بذاكرته إلا ما عايشه أخيرا منها...
وبعض من طيف للحظات يتعلق بها... لأنها تشكل زاده المعنوي والروحي وخلاصة
تجربة لحياة عبرها.
وهكذا تتهادى الأرواح من مكان
إلى أخر ومن قلب إلى أخر ومن حياة إلى أخرى دون أي صعوبة...لأنها (وهذه
حكمة رب العالمين) سريعا ما تتعود على الوجه الجديد والحضن الجديد والقلب
الجديد لتبني معه قصته التالية... هكذا إلى يوم الفناء... وربما الخلود.
أطيب تحياتي
أفضل تحياتي.
جنيف في 30/05/2007
لأنني وبكل بساطة كنت سجين حزني... سجين الخوف...
الخوف من العثور على السعادة أو الفرح... عن بديل للألم الذي يعصر قلبي في
ظروف استثنائية وغير طبيعية لمثل هذه المشاعر... آلا أكون أهلا لها
ولمشاعرها النبيلة... هل هو الوفاء لمبادئ اعتنقتها وأنأى عن خوض تجربة
وعلاقة في ظرف تحتاج فيه عائلتي لكل اهتمامي؟... أم هو الهروب من كل ما
يصيبنا من حب ودلال خوفا مما يخبئه لنا القدر من مفاجآت تعيسة لا قدرة لنا
على مواجهتها!؟.. لا اعرف... كلها أسئلة كان من الصعب الإجابة عليها في
حينها... لأننا نكون تحت تأثير الصدمة التي تفقدنا كل حرية واعية في اتخاذ
أي قرار!؟
دمت بخير.
أفضل تحياتي.
جنيف في 05/06/2007
رد على الأخ سامي الانصاري
هي محاولة للوصول إلى
الحقيقة... وثبر أغوار المجهول فيها... ذلك لان البعض منا (وأنا واحد منهم)
لا يكتفي بان يعبر الحياة -مهما حملت من مفاجآت- دون أن يثير التساؤل حول
أسرارها؟... حول هذا الترتيب الرائع للأحداث فيها... والتي وفيما لا يدع
مجالا للشك لم تكن لتحصل عبثا!؟.
وبأن أقدار بعض الرجال مثلي مرتبط -عن إرادة منه أو دونها- بما تحمله
الحياة من هدايا...
قد يكون نجاحا علميا أو ماديا أو عاطفيا.
وبأنه من الصعب علينا أن نجمع فيما بينهم جميعا مرة واحدة.
أشكرك مشاعرك الطيبة واهتمامك..
ودمت بخير.
جنيف في
14/06/2007
رد على الأخت لينا الغديري
أنا لا أحبذ فكرة وجود ضحية
وجلاد في العلاقات العاطفية مهما كانت آنية ومؤقتة كالخطبة مثلا!؟.
ذلك لان أي من الطرفين يمكن أن
يتصور نفسه ضحية للآخر!؟.
بل أنا أميل أكثر إلى كون أي ممن
يخوض الحياة في كل تفاصيلها ليس إلا جزء من هذا الكون الرائع... وله دور
عليه أن يقوم به شاء أم أبى... وما الأشخاص الذين نلتقي بهم سوى أدوات
لاستكمال هذا المشهد ذو الأبعاد الإنسانية (درامي أو كوميدي) على مسرح
الحياة... وقد تمضي سنين كثيرة قبل أن نكتشف سر لقاء عابر... أو اهتمام
مفاجئ بإنسان ما قد لا يستحق كل الألم والحزن والأسى الذي تكلفنا به لأجله
حينها!؟.
وقد نتذكر أحداث ومواقف نضحك من
أنفسنا عليها... أو قد نخجل منها... أو نزدريها... دون أن ندرك أهمية دورنا
فيها مهما كان بسيطا!؟.
وقد كنت تساءلت مرة... ماذا لو
استطلعت مشاعر كل من عرفته وعاشرته في حياتي!؟... وفتحت قلوبهن وعقولهن
ودفاتر ذكرياتهن؟؟... هل سأفاجأ بمبالغتي بما حفظته لهن من مشاعر... وهل
سأجد نفسي عرضة للهزأ والسخرية فيما شعرت به وحفظته لهن في قلبي وعقلي وما
بذلته لأجلهن من وقت واهتمام!؟.
وخلصت إلى نتيجة بسيطة مفادها:
أن لا يحمل أي منا نفسه مغبة الشعور لا بالغبطة والرضا أو الذنب فيما
يفعل!؟.
ذلك أن الإنسان خلق بفطرته
الاجتماعية تواقا لنشر التسامح والتعاون والحب... وبأن ما يقوم به عن إرادة
منه أو دونها ما هو إلا انعكاس لشخصيته وثقافته وتربيته التي نشأ عليها...
وهي منحة وهبة من الله تعالى... فمن فطر على الخير... كلف لفعله... وما فطر
على الشر فهو له قرين... وبان مقدار الأذى الذي من الممكن أن يلحقه بنفسه
أو بغيره لا يعرف حجمه وسببه إلا رب العالمين!؟.
وما يعتقده البعض خيرا قد يكون
شرا والعكس صحيح.
دمت بخير ولو قدر لي أن أتابع
حول هذا الموضوع لما وسعت أكثر الصفحات رحابة من كلام... لان حجم المأساة
التي يعيشها الإنسان في عالمنا العربي مؤلم ومحزن جدا... يتجاوز كل وصف...
ولا يكفي أن ندفن رؤوسنا في الرمال حتى نشعر بأن كل شيء على ما يرام!؟.
ودمت بخير.
جنيف في
14/06/2007
|